منذ بداية القرن العشرين، شهد العالم العربي العديد من التحولات السياسية الكبرى، التي كانت في بعض الأحيان مفاجئة وغير مخطط لها. في معظم الحالات، كانت هذه التحولات تحدث بشكل مفاجئ أو قسري، مما يخلق صراعات اجتماعية وسياسية دامت لفترات طويلة. كان تيار المرحلات أحد الردود الفكرية على تلك التحولات المفاجئة، حيث يرى أن التغيير السياسي والاجتماعي يجب أن يتم بشكل تدريجي ومدروس، بحيث يتم التعامل مع الواقع المحلي بشكل يتناسب مع تطور المجتمع.

    الفكر والسياسة داخل تيار المرحلات

    يعتمد تيار المرحلات على فلسفة التغيير من خلال الإصلاحات التدريجية. هذا التيار لا يدعو إلى الثورة الفورية أو الانقلاب على الأنظمة القائمة، بل يفضل عملية انتقالية تمتد على فترات زمنية محددة. يتمحور هذا التيار حول فكرة أن التغيير السياسي يجب أن يتماشى مع تطور الثقافة السياسية والوعي الشعبي في المجتمع، وأن الاستقرار الاجتماعي هو المفتاح لأي تحول سياسي ناجح. لذلك، يشجع تيار المرحلات على المراحل المتتالية التي تبدأ بالإصلاحات القانونية والسياسية، ثم تتبعها مراحل من تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار.